رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

أمريكا الهيمنة والتّسلط، تاريخ حافل !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

منذ احتكاكنا العنيف بالغرب في أواخر القرن الثامن عشر، إثر غزوة نابليون الشرقية التي بدأت بمصر، نعاني نحن العرب، والمسلمين من عقدة، أو أزمة خانقة. وقد أفرزت هذه العقدة والأزمة، كما أصبح يُسمى في تاريخنا الفكري والثقافي بتيارات عصر (النهضة العربية)، حيث انقسمت الإنتلجنسيا العربية، والإسلامية ما بين مَنْ يُنادي باتباع الغرب في كل شيء، بعد أن أثبت قوته العسكرية والسياسية والثقافية والاقتصادية، كما تجلى هذا الخطاب واضحاً ومباشراً وصريحاً في كتاب طه حسين (مستقبل الثقافة في مصر)، وبين من ينادي بالعودة إلى أصولنا الثقافية، التي تتضمَّن في أشكالها الجنينية الإسلامية كل هذه العناصر، ويُمثِّل هذا التيار الشيخ جمال الدين الأفغاني. وبين تيار توفيقي يحاول (تبيئة) المنجزات، والقيم الغربية من صلب الإسلام، مثل الشيخ محمد عبده، والذي كان في بداياته تلميذاً للأفغاني، فأصبح تطويراً فكرياً له. والآن، ومع الهجمة الإعلامية الأمريكية الموجهة للإساءة للمملكة العربية السعودية على خلفية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول التركية، يبدو كما لو أننا نعود إلى المربع الأول، إذ أصبح الإعلام والديموقراطية هما الأسطول الحربي، أو الدبابة الأمامية التي تعيد نفس السيناريو، إذ تستعمله كغطاء لخططها العدوانية، والتي تقف وراءها العصابات الصهيونية في الإدارة الأمريكية . وفيما نرى جميعاً فقد نجحت هذه الإدارة في ترويض الأنظمة في معظم دول العالم الثالث، التي لا يهم قادتها سوى المحافظة على مواقعها في سدة الحكم، والتّشبث بكراسيه المهتزة، لأنها لا تستمد شرعيتها إلا من خلال أجهزتها القمعية الأمنية. وأمريكا التي كانت مفضوحة - إلا لمن جهل - على مستوى ممارستها الواقعية للديمقراطية، وهي بالمناسبة ممارسة نبعت وأينعت في القضاء الأوروبي لا الأمريكي، أصبحت عارية من هذا اللباس الذي تُلبسه لنفسها، بل وأصبح هو قناعها الذي تلبسه، لتمارس دوراً مناقضاً لمفهوم الديمقراطية.ومخطئ من يظن أن أحداث 11 سبتمبر 2001م كانت هي المناسبة التي نزعت ورقة التوت، وعرّت الوجه التوتالاري (الشمولي) للنزعة الأمريكية للهيمنة والتّسلط، فتاريخ الولايات المتحدة حافل بما يؤكد هذه النزعة.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up